بقلم : سعيد الزينى “استشارى نفسى – مدرب تنمية بشرية “
الإيجابية في الحياة ، لماذا ؟
في يوم من الأيام ،
أراد أحد الآباء أن يعلم ابنه الوحيد كيف يواجه مشاكل الحياة ،
ولم تحاول أن تقفز قفزة خارج الإطار المعتاد،
وتغير هي تلك الصعوبات،
وتتخذ منها موقفًا إيجابيًّا ،
وتحولها إلى مصدر للسعادة،
ولكنها اكتفت فقط بأن تلعب دور حائط الصد الذي يتلقى الضربات بصلابة وقوة،
ولكنها صلابة تنتهي ولو بعد حين.
اما
إذا كنت مثل البن المطحون ،
فإنك تجعل الأشياء من حولك أفضل دائمًا ومن ثم تتفاعل معها بصورة إيجابية ،
وكلما زادت الضغوطات لم يزدك ذلك إلا عزمًا
وتصميمًا على تجاوزها وتحويلها إلى ما ينفعك ويفيدك في عاجل أمرك وآجله.
فكِّر ـ عزيزي القارئ
ـ كيف تتعامل مع أمور الحياة كلها ،
وهل أنت جزرة أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة؟
فهكذا تعلم كم أنت أيجابي .
تعرف عليها:
ولكن
لابد أولًا من إلقاء الضوء على مفهوم الإيجابية ،
فما نعنيه بكلمة
الإيجابية أنها تمثل تلك الطاقة الجبارة ،
التي تتولد لدى الشخص وتملأ عليه كيانه ؛
ومن ثم تدفعه للعمل الجاد الدؤوب ، من أجل الوصول إلى الهدف ،
متخطيًّا كل العوائق ، ومحطمًا كل الحواجز التي تعترض طريقه .
إن الإيجابية عمل يمنع الكسل ، وحيوية تُقصي الخمول ، إنها عطاء ليس له حدود ، وارتقاء فوق كل السدود ، ومبادرة لا تكبلها القيود .
الإيجابية ثورة داخل نفس الإنسان
إذا حلت قادت وحركت وفجرت الطاقات التي بداخله ؛
ليبدع وينتج ويقدم عطاء ليس له حدود .
الإيجابية دافع نفسي واقتناع عقلي وجهد بدني لا يقنع بتنفيذ التكليف ،
بل يتجاوز إلى المبادرة في طلبه أو البحث عنه ،
بل يضيف إلى العمل المتقن روحًا وحيوية ،
تعطي للعمل تأثيره وفاعليته ،
دون أن يخالطه جفاف أو تبرم أو استثقال .
إذًا
فالإيجابية هي الصفة التي تجعل المسلم
(مقبلًا على الدنيا بعزيمة وبصر لاتخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ،
ولا تصرفه وفق هواها ، إنه هو الذي
يستفيد منها ، ويحتفظ بخصائصه أمامها